أمراض اللثة والأنسجة الداعمة وكيفية علاجها
ما هي الملامح الأساسية للثة السليمة؟
تتميز اللثة السليمة باللون الأحمر الوردي، بينما اللثة الملتهبة يميل لونها للأحمر او الأحمرالمائل للزرقة.
وللثة السليمة قوام متماسك، بينما اللثة الملتهبة قوامها رخو اسفنجي.
وسطح اللثة السليمة منقط مثل قشرة البرتقال، وغالباً ما نشاهد نقص أو غياب التنقيط فياللثة الملتهبة.
فهمنا الفرق بين اللثة السليمة والملتهبة، فهل من فرق بين أمراض اللثة وأمراضالأنسجة الداعمة؟
بما أن العلاقة بين اللثة والأنسجة الداعمة هي عضوية حميمية، فإن العلاقة بين أمراض اللثةوالأنسجة الداعمة مرتبطة أو مترابطة. فمثلاً كافة التهابات الأنسجة الداعمة هي مراحلمتقدمة لالتهابات اللثة، أو ما نسميه في المصطلح الطبي "غزو". والخلاف بينهما يكمن فيالمسببات التي تظهر بصورة جلية على اللثة، دون الأنسجة الداعمة، أو عوامل امراضيةاخرى تشمل اللثة والأنسجة الداعمة، وهناك عوامل امراضية تبدأ من الأنسجة الداعمة وتمتدالى اللثة. لذلك من الصعوبة بمكان دراسة أمراض اللثة، بمعزل عن أمراض الأنسجةالداعمة.
هل يمكن أن تؤدي أمراض اللثة والأنسجة الداعمة الى فقدان الأسنان؟
نعم، إن الأمراض التي تصيب اللثة والأنسجة الداعمة أشد خطورة على بقاء الأسنان منأمراض الأسنان ذاتها. فأمراض الأسنان: التهابات، خراجات، نخور، توصف بأنها شديدةالايلام واضحة المعالم، ولكنها بالمجمل مهما تفاقمت، قد لا تؤدي الا الى فقدان سن واحدة،بينما أمراض اللثة والأنسجة الداعمة، التي توصف بصورة عامة بأنها أقل ايلاماً منأمراض الأسنان، لكنها قد تودي بكافة الأسنان.
أسباب أمراض اللثة
ما هي أسباب أمراض اللثة والأنسجة الداعمة؟
هناك تقسيمات متعددة للعوامل المسببة، نذكر اكثرها شيوعاً: أسباب رضية: حشوات سنيةالصنع أو التطبيق، تفريش جائر، أدوات حادة.
اسباب جرثومية: وهي الأكثر شيوعاً، فيؤدي الاهمال في تنظيف الأسنان والتعرضالمتكرر للسكريات الى تراكم ما نسميه اللويحة الجرثومية، المسبب الأول لالتهابات اللثةالحادة والمزمنة. ومعظم التهابات الأنسجة الداعمة، اضافة الى بعض الجراثيم التي تصيبالأنسجة الداعمة مباشرة، وتسبب التخريب السريع للأنسجة حول السنية، وبالتالي فقدانكافة الأسنان. وهذا ما نسميه الالتهاب سريع التقدم.
أسباب هرمونية: كتلك المشاهدة عند الحوامل أو في سن البلوغ.
أسباب جهازية: مثل نقص فيتامين (C) وبعض الأمراض الجهازية المؤدية الى تنامي زمرجرثومية معينة، وبالتالي اصابة الأنسجة الداعمة.
أسباب دوائية: بعض الأدوية تعد عوامل مؤهبة لالتهابات اللثة. وتدخل أدوية مضاداتالاكتئاب والقلق ضمن هذه الزمرة، اضافة الى العديد من العوامل المؤهبة.
ما هي العوامل المؤهبة المسببة لأمراض اللثة؟
يمكن تلخيصها بالآتي:
1- التدخين والحرارة الناجمة عن الدخان تؤديان الى تغيرات ضارة على اللثة.
2- الشدة النفسية، التي تؤدي الى انخفاض مناعة الجسم عامة، ومنها الأنسجة المحيطةبالسن، الأمر الذي يؤدي الى حدوث التهابات، أو زيادة شدة الالتهابات الموجودة. ولا بد لناهنا من ذكر بعض العوامل الوظيفية الموضعية.
3- عادات اطباقية خاطئة، مثل الصرير الليلي، الذي يعتبر من العادات المؤذية جداً للأسنانوالأنسجة المحيطة بها.
4- التنفس الفموي، إما يسبب الانسدادات الأنفية أو بسبب اللهاث، كما يحصل في العادة عندالرياضيين. وتعتبر عادة التنفس الفموي شديدة الايذاء للأسنان بخاصة, واللثة بعامة، وذلكبسبب جفاف السوائل الفموية واللثوية، التي تؤهب لنخر الأسنان والتهاب وتراجع اللثة.
الأعراض المرضية
ما هي أعراض أمراض اللثة والأنسجة الداعمة؟
بصورة عامة هي: احمرار، تورم، نزيف عند التفريش. وفي المراحل المتقدمة: رائحة غيرمستحبة، وفي مراحل متقدمة أكثر حركة في الأسنان وانحسار في اللثة. وتكمن خطورةأمراض اللثة والأنسجة الداعمة في اعراضها، حيث نطلق عليها طبياً "الأمراض النائمة"،لأنها بقليل من الأعراض تؤدي الى تخرب واسع وتآكل غير محدود في العظم، حيث يرىالمريض أن مجرد نزف عند التفريش او ظهور مجرد احمرار، هو امر لا يستحق زيارةطبيب الأسنان، ويتحول هذا الاهمال الى تعود او عادة، وبالتالي يبدأ الانحسار والتخرب.وعندما يشعر المريض بحركة في أسنانه يرى أن زيارة الطبيب أصبحت لا بد منها.وعندها سيفاجأ المريض أن المرض في مراحله المتقدمة. وهنا تكون خيارات الطبيبمحدودة، وتتراوح بين ايقاف التراجع اللثوي والعظمي وربط الأسنان، ولا سبيل الى اعادةالوضع الى ما كان عليه.
يبدو الأمر ليس بالسهولة التي نظنها!
نعم، يجب النظر الى كافة أمراض اللثة والأنسجة الداعمة بجدية.
العلاج
ما هو علاج أمراض اللثة والأنسجة الداعمة؟
أفضل علاج هو زيارة الطبيب، فهو الذي يمتلك مفتاح العلاج بإذن الله. أما الهدف منالعلاج فهو:
اولاً: اعادة تأهيل اللثة بعد انحسارها أو ضخامتها والسيطرة على استمرار تراجع الأنسجةالداعمة، وبصورة خاصة العظم السنخي.
ثانياً: تثقيف المريض وتبصيره باللويحة الجرثومية وطرق تنظيف الأسنان والحفاظ علىاللثة وتحسين النظام الغذائي.
أما المعالجة بصورة عامة، فتبدأ من استعمال المضامض الفموية، واجراء عملية التقليح،لإزالة المخرشات الموضعية، وذلك مع الالتهابات البسيطة للثة. أما لعلاج حالات الالتهاباتالمتقدمة للثة وللأنسجة الداعمة، فنلجأ الى عملية التجريف المغلق أو المفتوح، مع وصفالصادات الحيوية المناسبة. ومن الضروري تصحيح العوامل المؤهبة، وتراكب الأسنان، أوسوء الاطباق، أو التنفس الفموي، أو النظام الغذائي غير المتوازن أو الترميمات السيئة. وفيحال تقلقل الأسنان بصورة بسيطة بعد عملية التجريف، نعمل على ربطها بالأسنانالمجاورة.
نشاهد بصورة ملحوظة التهابات اللثة عند الحامل، وأحياناً نشاهد ضخامات. فهل من علاقةبين الحمل والتهابات اللثة؟
إن العامل المسبب لالتهابات اللثة والأنسجة الداعمة هو اللويحة الجرثومية. ولكن ما يحدثهنا أن نسبة الهرمونات (البروجسترون والاستروجين) تكون مرتفعة خلال الحمل، وتترافقهذه الزيادة مع توسع وعائي في الأوعية الدموية اللثوية، وبالتالي تكون شدة الارتكاس لهذهاللويحة الجرثومية، أو العوامل المخرشة، شديداً جداً. لذلك يظهر الالتهاب خلال الحملشديداً، مقارنة مع غير الحوامل، بنفس المقدار من المخرشات الموضعية. أما عن علاج هذهالحالات فتكون بإزالة المخرشات واللويحة واستئصال الناميات اللثوية في حال وجودها،ووصف المضامض الفموية، اضافة الى المتابعة الدورية خلال الحمل.
كيف يمكن تجنب هذه الأمراض؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق